{ رحلتي إلى زحل ..
كل يوم أنفخ بالون الأحلام .. وأربطها بمنطاد خلف الأبعاد .. فأحلق في الفضاء .. و تجرفني رياح المساء .. لتأخذني الى كوكب زحلي .. على خط وهمــي .. ليس به أي زيف بشري .. فقد أحيط كوكبهم بسور عنيف ..لا يخترقه سوى تذكرة مخلوق أرهقه النزيف .. تلكـ التذكرة كتبت بريش مجرد من الأحبار .. و لا توهب الا للأخيار .. هبط منطادي هناكـ .. حيث لا وجود لصدمة صديق .. أو خيانة عشيق ..لا وجود لظلم قريب .. أو غدر حبيب ..هناكـ .. تحلو تراتيل الهيام .. و تجلو آثار هذه الأيام ..هناكـ .. بات الحب نغم .. و العشق لحن .. و بات الهيام أعذب وتر ..هناكـ ..لا يعرفون الحقد و لا الإنتقام .. ولا الظلم و لا الاقتحام .. و ينيرون بآمالهم كل ظلام .. هناكـ .. لا يعرفون الخيانة أو الغدر .. و أينما عبروا ينثروا أجمل الزهر .. هناكـ .. لا يعرفون الكذب ولا الإفتراء .. و يرون كل المساحات البيضاء .. هناكـ .. لا فرق بين جنسين .. ولا بيض أو سوداويين ..
لم أيها البشر لا تكونوا كالزحليين ..؟! لقد خلق لكم عينان لتبصروا .. وعقل لتفكروا .. و لسان لتنطقوا .. ما الفائدة من عين يرى و قلب أعمى .. ؟؟ من عقل موجود دون أن يعي جمال الثرى .. و لسان يهوى كل الأذى .. هم لا يتحاورون بلسان ولا أبجديات .. ولا أحبار ولا عيون و لا اشارات .. بل لغتهم هي ( الأحاسيس ) .. بها عمق الشعور و روعة الاحساس .. هم ليسوا بمخلوقات مرئية .. كي تراها أعين بشرية ..! بل هم بداية جيل جديد .. سيخلد الى أمد بعيد .. و سأوقع معهم عهد أكيد .. كي أتخلص من كوكب كل مابه صلب و حديد ! .. لقد سئمت روحي مجادلتكم أيتها المخلوقات .. و سئمت شفاهي أن ترسم الابتسامات .. كم أمضيت ساعاتي بعد النجيمات ..كي أنسى وجع أقرب القريبات .. سأبقى بين حنايا زحل .. و لن أعود مهما حصل ..!